لطالما شكل الذهب ركيزة للاستقرار المالي ومخزنًا للقيمة عبر العصور، ومع تطور الاقتصاد العالمي وتغير أدوات الاستثمار، بات هذا السؤال يُطرح بإلحاح: هل الاستثمار في الذهب ما زال مجديًا؟ هل يمكن الاعتماد عليه كملاذ آمن في عالم تتغير فيه المعايير الاقتصادية بسرعة غير مسبوقة؟
مع دخولنا عام 2025، تتزاحم الأسواق بالفرص والمخاطر: العملات الرقمية، الذكاء الاصطناعي، ارتفاع أسعار الفائدة، اضطرابات جيوسياسية… وفي خضم كل ذلك، لا يزال الذهب يتصدر المشهد في أذهان المستثمرين، لكن بعيون أكثر نقدية وتحليلية. إذن، هل الاستثمار في الذهب ما زال مجديًا؟ سنحاول في هذا المقال تحليل هذا السؤال من زواياه المتعددة، استنادًا إلى معطيات واقعية ومؤشرات اقتصادية حالية.
الذهب لا يُستهلك كما يُستهلك النفط، بل يُخزن ويُحتفظ به عبر الأجيال. وعلى عكس الموارد القابلة للاستهلاك، يظل الذهب في دورة مستمرة من التدوير والاستخدام، مما يجعله أصلًا فريدًا في طبيعته.
مخزونه في العالم محدود بطبيعته الجيولوجية، وهذا الحد يُكسبه قيمة نادرة ويمنحه مناعة نسبية ضد الانهيارات المفاجئة التي قد تطال الأصول الأخرى. كما أن للذهب تاريخًا طويلًا كمخزن موثوق للثروة ووسيلة للتبادل، إذ استخدمته الحضارات الكبرى عبر العصور، من الفراعنة الذين زينوا به معابدهم ومقابرهم، إلى الإمبراطوريات الأوروبية، وصولًا إلى البنوك المركزية الحديثة التي لا تزال تحتفظ به كجزء أساسي من احتياطاتها النقدية.
العلاقة العكسية بين الدولار والذهب من الحقائق الراسخة في الأسواق المالية؛ فعندما يرتفع الدولار، يتراجع الذهب عادة، والعكس صحيح. هذه العلاقة تنبع من كون الذهب مسعرًا بالدولار عالميًا، مما يعني أن قوة الدولار تجعل شراء الذهب أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى، فينخفض الطلب عليه.
وفي ظل سياسات التشديد النقدي التي اتبعتها الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، من رفع أسعار الفائدة وتقليص السيولة، حافظ الدولار على قوته النسبية، ما شكّل ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب وأعاق صعوده رغم الظروف الاقتصادية العالمية التي عادةً ما تعزز الإقبال عليه كمَلاذ آمن.
عند اندلاع الحروب أو الأزمات العالمية، يتجه المستثمرون تقليديًا نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا يحمي الثروات من التقلبات والمخاطر. فالذهب لا يرتبط بعملة أو دولة معينة، مما يجعله خيارًا مفضّلًا في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي.
وفي الآونة الأخيرة، ساهمت عدة أحداث كبرى في تعزيز هذا التوجّه، وعلى رأسها الصراع الروسي الأوكراني الذي أعاد التوتر إلى قلب أوروبا، إلى جانب الاضطرابات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط. هذه التطورات رفعت منسوب القلق في الأسواق العالمية، ودعمت الطلب على الذهب، مما ساهم في صعود أسعاره خلال الفترات الماضية.
الخبراء في مجال الاستثمار ينصحون عادةً بتخصيص 5-15% من المحفظة الاستثمارية للذهب. هذا التوازن يتيح للمستثمرين حماية محفظتهم من تقلبات الأسواق المالية الأخرى، مثل الأسهم والسندات، دون التضحية بالعائد الكلي على المدى الطويل. فالذهب يعمل كأداة تنويع فعّالة، حيث يوفر استقرارًا نسبيًا في أوقات الأزمات أو التضخم.
الأصل | العائد المحتمل | المخاطر | السيولة | الحماية من التضخم |
الذهب | متوسط | منخفض إلى متوسط | عالية | عالية |
الأسهم | مرتفع | مرتفع | عالية | متوسطة إلى عالية |
العقارات | متوسط إلى مرتفع | متوسط | منخفضة | متوسطة |
العملات الرقمية | مرتفع جدًا | مرتفع جدًا | متوسطة إلى عالية | غير مستقرة |
في نهاية المطاف، لا يمكن تقديم إجابة واحدة تناسب الجميع. الذهب ما زال أصلًا مهمًا وذو قيمة، لكن المجدية تعتمد على الهدف الاستثماري، ومدى التنويع، وسلوك السوق العالمي.
إذًا، هل الاستثمار في الذهب ما زال مجديًا؟ نعم، بشرط أن يُستخدم كأداة حماية وتنويع لا كمصدر ربح سريع. وفي عالم تزداد فيه الأزمات تعقيدًا، يبدو أن الذهب سيظل حاضرًا على طاولة الاستثمار، حتى وإن تعددت المنافسات.
تعتبر كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، فهي فن وعلم يتطلب قيادة استثنائية لتحقيق النجاح.…
لم تعد العملات الرقمية مجرد تكنولوجيا بادئة. بل تحولت من مجرد فكرة إلى أساس اقتصادي،…
في عصرنا الحالي، لم تعد منصة يوتيوب مجرد مكان لمشاهدة الفيديوهات؛ لقد أصبحت عالماً من…
هل سبق لك أن نظرت إلى تطبيقاتك المفضلة، من فيسبوك إلى نتفليكس، وتساءلت كيف تُبنى؟…
كرة القدم هي رياضة الأحلام التي تجمع الملايين، وفي قلب هذه الرياضة يبرز المهاجمون كنجومٍ…
هل يمكن تحقيق الربح من الإنترنت من المدونات في عام 2025؟ هذا سؤال يشغل بال الكثيرين في…